السبت، 26 ديسمبر 2009

تحضير التلاميذ لإجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط

شهادة التعليم المتوسط و أهميتها
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ، أما بعد: شرعنا في بحثنا هذا بعد أن وضعنا له الخطة التي ارتأيناها شاملة جامعة لما أردتا أن نسلط عليه الضوء من خلال هذا العمل المتواضع.
اخترنا موضوع البحث هذا لأهميته البليغة في حياة التلميذ، و كذا لما عرفته شهادة التعليم المتوسط من تغيرات منذ الاستقلال إلى الآن .
آثرنا البدء بنبذة و لو موجزة عن المدرسة الجزائرية، و ما طرأ عليها من تغيرات اقتداء بمن كتب في المواضيع التربوية و خاصة المرتبطة بالتشريع المدرسي و البحوث التربوية التي لا يخلو واحد منها من نبذة، فوقفنا على أهم المحطات التي سجلت لهذه المدرسة العريقة بمنهجية تاريخية.ثم نهجنا الطريقة الوصفية لتسليط الضوء على الموضوع في باقي الأجزاء.
و لتحقيق الهدف المسطر اتبعنا الخطة مقسمين البحث إلى ثلاثة فصول، و كل فصل إلى مباحث، و كل مبحث إلى مطالب حسب الحاجة، ثم خاتمة ، و الملاحق ، و المراجع و المصادر المختلفة التي استندنا عليها في بحثنا كالتالي:
خطة البحث
مدخل: المدرسة الجزائرية و تحديات العصر
نبذة تاريخية عن المدرسة الجزائرية
بعد الاستقلال 1962
المدرسة الأساسية أمرية 35/76 1976
التعليم المتوسط إصلاحات 2002 القانون التوجيهي 08/04
الفصل الأول:
شهادة التعليم المتوسط و أهميتها
مبحث1:نبذة عن شهادة التعليم المتوسط (التشريع)
مطلب1: شهادة التعليم المتوسط
مطلب2: من شهادة التعليم المتوسط إلى شهادة التعليم الأساسي
مبحث2: أهمية شهادة التعليم المتوسط
الفصل الثاني:
تلميذ السنة الرابعة متوسط
مبحث1: ملمح التلميذ و مساره الدراسي
مبحث2:الجانب النفسي للتلميذ
الفصل الثالث:
الأوساط الفاعلة في تحضير التلميذ
مبحث1: الفريق التربوي و الإداري
مطلب1: الأستاذ
مطلب2: مستشار التربية و مساعدي التربية
مطلب3: المدير
مبحث2: الأسرة و المجتمع
مبحث3: دور مستشار التوجيه
مطلب1: التوجيه
مطلب2: الإعلام
مطلب3 : الإرشاد النفسي
الخاتمة
الملاحق
المراجع و المصادر
تقديم
المدرسة الجزائرية و تحديات العصر:
في وسط التحديات و الرهانات التي تواجهها الجزائر في هذا العصر في جميع المجالات سياسية و اقتصادية و ثقافية. عرفت وزارة التربية الوطنية موجة من الإصلاحات مست مختلف دواليب المنظومة التربوية. و لعل القوانين التوجيهية و المراسيم التنفيذية و القرارات التنظيمية التي تشرع لما يستوجب السير وفق متطلبات العصر من أجل تحديد الموقع في معترك القرية العالمية أو المنظومة العالمية حتى لا تكون المدرسة الجزائرية في منأى عن غيرها.
فاستقطبت النظريات، و جلبت الأساليب من الدول التي أثبتت جدارة في مجال التنظير و التخطيط ، و كيّفتها و مبادئ الدولة الجزائرية و ثوابتها بما أقره الدستور الجزائري و خاصة في تعريفه الدولة الجزائرية و المرامي التي رسمت لسيادتها الفصل الأول ( الجزائر) المواد (1, 2, 3, 4, 5 ).

نبذة تاريخية عن المدرسة الجزائرية:

استقلت الجزائر سنة 1962 و ورثت فيما ورثت عن الاستعمار الفرنسي الذي جثم على أرضها ما يزيد عن القرن و الربع قرن من الزمان ، منظومة تربوية فرنسية لا تراعي في أفكارها و مراميها أدنى حق لشعب كان محكوما عليه بالتجهيل. و سرعان ما شرع بناة الجزائر الفتية في تكييف هذا الموروث ليتناسب و طموح البلاد و يخدم مصالحها العليا.
في منتصف السبعينيات و بالضبط في سنة 1973 تصدر وزارة التربية الوطنية أمرا بإلغاء التشريع الأجنبي في الجزائر بناء على الأمر المؤرخ في يوليو سنة 1973 إذانا بتغيير جذري في الأهداف و المرامي و الغايات. ليليه أمر 16 أبريل 1976 الذي ينص على تنظيم التعليم و التكوين في الجزائر، مستمدا مبادئه من القيم العربية الإسلامية، و يقضي بإجبارية التعليم، و مجانيته، و استعمال اللغة العربية، و جعل النظام التربوي الوطني من اختصاص الدولة وحدها. كما قسمت ذات الأمرية النظام التربوي إلى أربعة مستويات التعليم التحضيري، و الأساسي، و الثانوي، و العالي.ليدخل التعليم الأساسي حيز التنفيذ الفعلي سنة 1980 باسم المدرسة الأساسية الجزائرية.
كانت سنة 1980 سنة انطلاق للمدرسة الأساسية بعد تحضير كل الوسائل الضرورية و الخاصة من تحضير البرامج التعليمية و المواقيت إلى المنهجيات و الطرق البيداغوجية.و شرع في تطبيقها تدريجيا إلى أن تمت العملية في ظرف ست سنوات. وتدوم فترة التمدرس الإلزامي فيها 9 سنوات، وتشمل هيكلتها ثلاثة أطوار مدة الطورين الأولين 6سنوات) الابتدائي سابقا( ، ومدة الطور الثالث 3 سنوات )المتوسط سابقا(.
يستمر العمل بهذا النظام الجديد إلى غاية سنة 1990 لتبدأ ا لمرحلة الرابعة التي يطمح فيها لتحقيق المدرسة الأساسية المندمجة. و تتوج نهاية هذه المرحلة الدراسية من عمر التلميذ بشهادة التعليم الأساسي ( BEF).لا يمكن الحديث عن أي إعداد للتلميذ إذا لم يتم التعرف على الامتحان الذي هو يصدد التحضير له ماديا و معنويا، فما هي شهادة التعليم المتوسط؟ و ما هي أهميتها بالنسبة لتلميذ السنة الرابعة متوسط؟ و ما هي المحطات التاريخية الهامة التي تسجل تغيراتها؟
المرسوم 72/40 بتاريخ 10/02/1972 المتعلق بإحداث بشهادة التعليم المتوسط.
القرار المؤرخ في 09/02/1976 المتعلق بتطبيق المرسوم أعلاه.
القرار المؤرخ في 01/07/1983 يلغي و يعوض القرار المؤرخ في 24/05/1978 و الذي يعدل القرار المؤرخ في 09/02/1976 المذكور سابقا.
القرار الوزاري رقم 357/99 المؤرخ في 12/04/1999 يتضمن إعادة تنظيم شهادة التعليم الأساسي.
المنشور الوزاري رقم 100 المتعلق بدليل امتحاني شهادة التعليم الأساسي و البكالوريا
।الفصل الأولشهادة التعليم المتوسط و أهميتها
مبحث1:
نبذة تاريخية عن شهادة التعليم المتوسط
تكتسي شهادة التعليم من الأهمية في مسار التلميذ الدراسي ما يجعلها تحضى باهتمام بالغ من طرف القائمين على التربية، و الفريق التربوي، و الأولياء، و التلاميذ أنفسهم، و المتتبع لتاريخ هذه الشهادة يكتشف دون شك جذورها الممتدة في تاريخ المدرسة الجزائرية، و في ذلك يقول المفتش عبد الرحمن بن سالم في كتابه " المرجع في التشريع المدرسي الجزائري" (ط 2/ 1994 ): ( لهذه الشهادة كما هو واضح من خلال المراجع العديدة المتعلقة بالموضوع و المعدلة لبعضها البعض جذور تاريخية يليق بنا أن نعرف بها القارئ الكريم. و يمكن أن نعود به إلى ما بعد الاستقلال. لقد ورثنا عن النظام التعليمي الفرنسي شهادة كانت تسمى : بروفي التعليم (Brevet d’enseignement) للطور الأول من التعليم الثانوي، و التي كانت تتوج الدراسة في المرحلة الأولى من التعليم الثانوي، و بقي العمل جاريا بهذه الشهادة حتى سنة 1965. فألغيت و عوضت بشهادة جزائرية هي شهادة التعليم العام ) B E G ( بموجب المرسوم 66/38 . و نشير إلى أن الحكومة قد سنت قبل هذا التاريخ شهادة أخرى هي شهادة الأهلية سنة 1964 بموجب المرسوم 64/191 . و التي كان الامتحان يجري فيها كلية باللغة العربية).
مطلب1:
شهادة التعليم المتوسط
و بعد تطبيق التعليم المتوسط بموجب المرسوم 71 / 188 المؤرخ في 30 / 06 /1971 و المتضمن إحداث مدارس التعليم المتوسط ألغيت شهادة التعليم العام، و عوضت بشهادة أخرى هي شهادة التعليم المتوسط بموجب المرسوم 72/40 و الذي طبقه القرار الوزاري المؤرخ في السنة نفسها. و تعرض هذا القرار إلى تعديلات عديدة بقرارات أخرى، و خاصة بالقرارين المؤرخين على التوالي في 1978 و 1979.
في سنة 1983 صدر قرارا وزاريا يجعل من هذه الشهادة تتويجا للتعليم المتوسط و الطور الثالث من التعليم الأساسي،و ذلك بتعديل المادتين الثانية و الثالثة من القرار الوزاري لسنة 1976 ، لتتضمن الشهادة المحدثة سنة 1972 بموجب القرار 72/40 اختبارات كتابية مطابقة لبرامج الأقسام النهائية من التعليم المتوسط، و المتعدد التقنيات، و الخاصة بأقسام السنة التاسعة أساسي، و على اختبار في التربية البدنية.

و ينص القرار الوزاري المؤرخ في 01/07/1983 على:
· الترشح لشهادة التعليم المتوسط:
1. جميع التلاميذ المزاولين الدراسة بالسنة التاسعة من التعليم الأساسي ملزمون بالترشح لشهادة التعليم المتوسط المعدلة.
2. يمكن أن يترشح الأحرار الذين لا يزاولون الدراسة بأية مؤسسة تعليمية شريطة الاستظهار بشهادة مدرسية مسلمة من مؤسسة تعليم أساسي أو متوسط و أن يكون سنهم ستة عشر سنة على الأقل في 31 ديسمبر من الترشح. و تقدم بطاقة الاستعلامات الخاصة.
· الاختبارات:
1. اللغة العربية : دراسة نص متبوع بأسئلة. المدة ساعتان المعامل 04.
2. اللغة الفرنسية : دراسة نص متبوع بأسئلة. المدة ساعتان المعامل 03.
3. اللغة الأجنبية : دراسة نص متبوع بأسئلة. المدة ساعة واحدة المعامل 01.
4. الرياضيات : سلسلة من التمارين و مسألة. المدة ساعتان المعامل 04 .
5. التاريخ : سؤال أو سؤالان. المدة ساعة واحدة المعامل 01.
6. الجغرافيا : سؤال أو سؤالان. المدة ساعة واحدة المعامل 01.
7. اختبار في التربية الاجتماعية الاقتصادية . المدة ساعة واحدة المعامل 01.
8. اختبار في العلوم الطبيعية . المدة ساعة ونصف المعامل 02.
9. اختبار في التربية التكنولوجية . المدة ساعة ونصف المعامل 02.
10. اختبار في التربية الإسلامية. المدة ساعة واحدة المعامل 01.
11. اختبار في التربية البدنية .المعامل 01.

· النجاح :
كل مترشح حصل على المعدل 10/20 يصرح بأنه ناجح. و يمكن أن تصرح لجنة الامتحان بنجاح المترشحين الذين حصلوا على معدل تحدده اللجنة ذاتها دون أن يكون أقل من 08/20. يسلم للمتر شح الناجح شهادة التعليم المتوسط.[1]
[1] عبد الرحمن بن سالم :المرجع في التشريع المدرسي الجزائري ص 237
مطلب 2:
من شهادة التعليم المتوسط إلى شهادة التعليم الأساسي
ليستمر العمل بذلك إلى سنة 1999 عندما صدر القرار الوزاري رقم 375/99 المؤرخ في 12/04/1999 الذي يتضمن إعادة تنظيم شهادة التعليم الأساسي نظرا للاختلاف البين الذي كان بين النظامين المتوسط و الأساسي في المناهج و الأهداف و المدة ، و هذه محتويات القرار:
· يحتوي الامتحان اختبارات كتابية و اختبارات في التربية البدنية و الرياضية حسب برامج الأقسام النهائية للمرحلة ( التاسعة أساسي)
· تنظم دورة واحدة في السنة الدراسية ، يعين تاريخها و التسجيلات و اختتامها.
· تجري الاختبارات باللغة العربية ، و تختلف مواضيع اللغة الأجنبية أولى و ثانية.
· يحق لكل تلميذ يتابع دروسه في أقسام السنة التاسعة أن يخضع للاختبارات.
· يمنع على أي تلميذ من الأقسام الدنيا المشاركة في الامتحان.
· تستغرق مرحلة التعليم الأساسي بالطور الثالث ثلاث سنوات كاملة.
· يتوج الامتحان بشهادة التعليم الأساسي.
· مرحلة التعليم الأساسي بأطواره تستغرق تسع سنوات كاملة.
· يستفيد التلاميذ بالدروس وفق المقرر لكل مرحلة من مراحل التعليم الأساسي.
· تنظم الفحوصات لتلاميذ السنة السادسة للانتقال إلى السنة السابعة من التعليم الأساسي.
· ينظم امتحان شهادة التعليم الأساسي لتلاميذ السنة التاسعة للانتقال، و يحسب معدلها مضعفا بإضافة المعدل السنوي للتلميذ بالسنة التاسعة كحساب معدل القبول إلى السنة الأولى من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي.
· يوجه التلميذ المقبول إلى السنة الأولى من مرحلة التعليم الثانوي على أساس القدرات و الملمح إلى الجذوع المشتركة.
· يشارك التلاميذ الأحرار الذين يثبتون متابعة الدروس في السنة التاسعة في امتحان شهادة التعليم الأساسي غير أنهم لا يقبلون بمتابعة الدروس في مرحلة التعليم الثانوي.
· يسمح للحاصلين على شهادة التعليم الأساسي بالمشاركة في بعض المسابقات، كالدخول إلى التكوين المهني و بعض الاختصاصات الأخرى، المعاهد الوطنية التي تعلن عن التكوين بهذه الشهادة.
· تسمح شهادة التعليم الأساسي بشغل بعض المناصب، و الوظائف في المؤسسات العمومية، و الإدارية الخاصة.
ملاحظة: علامة الصفر تقصي صاحبها من النجاح في شهادة التعليم الأساسي.[1]
هذا كله للمفارقات التي كانت طيلة عقدين من الزمان بين الشهادتين زالت الأولى من الوجود لتقوم الثانية على أنقاضها يغير أوراق ثبوتية أو نصوص تنظيمية تنظم لهاكما دلت عليه القرارات السالفة الذكر.
و في ضوء الإصلاحات الجديدة التي شهدتها المنظومة التربوية الجزائرية، و التي انطلقت سنة 2002. تعرف هذه الشهادة منعرجا آخر لا يقل أهمية عن سابقيه لتعود في ثوب جديد قديم لتسمى شهادة التعليم المتوسط، و تدخل حيز التطبيق سنة 2006 مع أول دفعة للسنة الرابعة متوسط الجديدة. غير أن الجانب التشريعي يبقى خاضعا لنصوص تعديل شهادة التعليم الأساسي المؤرخ في سنة 1999. و ما تليه من مناشير تنظيمية ، توضح بعض الإجراءات و التعديلات التي مست جوانب عدة لها صلة وثيقة بالشهادة و ما يتمخض عنها من نتائج مثل المنشور المتعلق بإجراءات القبول في السنة الأولى من التعليم الثانوي: المنشور الوزاري رقم 40 المؤرخ في 27/03/2005 ، و المنشور المتعلق بتعديل بطاقة الرغبات، و بطاقة المتابعة و التوجيه: المنشور الوزاري رقم 43 المؤرخ في 27/03/2005، و المنشور المتعلق بكشوف نتائج التقويم في مختلف مراحل التعليم: المنشور الوزاري رقم 3012 المؤرخ في 26/11/2005. و المنشور المتعلق بإصلاح التقويم التربوي تحت رقم 2039 المؤرخ في 13/03/2005، و المنشور الوزاري رقم 96 المؤرخ في 06/04/1992 المتعلق بإنشاء مجالس التوجيه في السنة الثانية ثانوي، و المنشور الوزاري رقم 149 المؤرخ في 30/06/2007 و المتعلق بتعديل إجراءات القبول في السنة الأولى من التعليم ما بعد الإلزامي...
[1] السند وحدة التشريع المدرسي المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ص ४८
مبحث2:
أهمية شهادة التعليم المتوسط
أما أهميتها فتبقى رهينة التغيرات التي عرفتها هذه الشهادة عبر تاريخها الطويل، و تعرفها في طرق التعامل بها، فهي تارة مجرد شهادة تتوج بها مرحلة من مراحل الدراسة، و تارة تدخل في حساب معدل الانتقال إلى ما بعد التعليم الإلزامي.
فكان من طرقها أنها تدخل مناصفة مع المعدل السنوي في حساب معدل القبول في السنة الأولى ثانوي،حيث يرتب تلاميذ السنة التاسعة حسب الاستحقاق باعتبار معدل القبول بالمعادلة التالية:
معدل عام للسنة التاسعة + معدل الامتحان
= معدل القبول في السنة الأولى ثانوي
2

ليقرر مجلس القبول في اجتماعه في نهاية السنة قبول الجزء الأول ) 25 % ( من كل مدرسة تابعة للقطاع الجغرافي لمؤسسة التعليم الثانوي المستقبلة، ثم يرتب باقي التلاميذ دون اعتبار المدرسة الأصلية حسب الاستحقاق و في حدود الطاقة الاستيعابية للثانوية المستقبلة لصالح النسبة المتبقية )25 % ( من كل القطاع.[1]
هذا نموذج من طرق الانتقال بواسطة الشهادة، و قد تأرجحت بين الصعود و النزول مرات عديدة، لتبلغ في أقصاها ثلاثة أضعاف، ثم تعود مناصفة مع المعدل السنوي،و ذلك في آخر عملية كانت بعد نتائج أول تجربة للشهادة في ضوء الإصلاح سنة 2007،
معدل الامتحان *2 + المعدل السنوي
= معدل القبول في السنة الأولى ثانوي
3 و الهدف هو إعطاء الشهادة قيمة، مما جعلها هاجسا قض مضجع التلميذ و أقلق راحته.
[1] ب।الدمرجي الدليل في التشريع المدرسي ص 241
الفصل الثاني:تلميذ السنة الرابعة متوسط
بعد هذه الإطلالة الوجيزة عبر محطات مختلفة سجلت لشهادة التعليم المتوسط، تجدر الإشارة بنا لنوجه نظرنا إلى التلميذ كونه القطب المستهدف بالعملية. فمن هو التلميذ المستهدف بهذه الشهادة ؟ و ما هي الملامح الأساسية التي أراد المشرع الجزائري أن تتجلى في تلميذ هذه المرحلة من مراحل التعليم؟ و ما هي القوانين و التشريعات المنظمة لهذه الشهادة؟
مبحث1:
ملمح التلميذ في نهاية السنة الرابعة متوسط
تعتبر السنة الرابعة متوسط همزة وصل بين التعليم المتوسط و التعليم الثانوي العام و التكنولوجي، و هي آخر سنة دراسية في المتوسطـة، والتي على أساسها يقرر مصير التلميذ بالانتقال إلى الثانوية، و التوجه إلى أحد الجذوع المشتركة في السنة الأولـى ثـانوي جـذع مشترك آداب أو جـذع مشترك علوم وتكنولوجيا.
ليواصل مشواره الدراسي ويحضر نفسه لامتحان شهادة البكالوريا والفوز بها ليلتحق بالجامعة أو بإحدى المدارس العليا ليتكون ،ويصبح إطارا ساميا في المستقبل مساهما في بناء مستقبله أولا ووطنه ثانيا. و كـل ذلك راجع ومرتبط ارتباطا وثيقا بنجاحه في هذه السنة، وذلك من خلال اجتهاده المستمر، والمثابرة والمذاكـرة في البيت ، هذه السنة التي يتوج من خلالها بشهادة ألا وهي شهادة التعليم المتوسـط.
يصل التلميذ إلى هذه المرحلة بعد أن قطع شوطا مهما في حياته الدراسية منذ التحاقه بالمدرسة الأساسية في الطور الأول و الثاني ، لينتقل إلى الطور الثالث أو المتوسط كما سمي في القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم: 04 / 08 المؤرخ في 23 / 01 / 2008 و ما تنص عليه المادة 50 منه : "يمنح التعليم المتوسط، الذي يستغرق أربع ) 4 ( سنوات في المتوسطات". يتلقى خلالها التلاميذ قسطا من المعارف تؤهله من إعادة استثمارها و توظيفها في حياتهم ، كما تنص عليه المادة ) 6 ( من ذات القانون فيم يلي: " تقوم المدرسة في مجال التأهيل، بتلبية الحاجيات الأساسية للتلاميذ و ذلك بتلقينهم المعارف و الكفاءات الأساسية التي تمكنهم من : إعادة استثمار المعارف و المهارات المكتسبة و توظيفها"...
و يمكن تلخيص ملمح التلميذ في نهاية التعليم القاعدي الإجباري الإلزامي، فيما تهدف له التربية الأساسية من تنمية شاملة في المجال الوجداني و المجال الحسي حركي و المجال المعرفي مما ينمي فيه الفضول و التساؤل و الاكتشاف. و الرغبة في الاتصال بين الأفراد. و الرغبة في التفتح على المحيط. و حب العلم و التقنية، و التكنولوجيا، و الفنون...
و يمكن للمدرسة أن تحقق هذه الوظيفة إذا تحكمت في الكفاءات الأساسية التي ترمي الغايات لتحقيقها من خلال المناهج التعليمية، من كـفاءات ذات طابع اتصالي ، و ذات طابع منهجي و طابع فكري و طابع اجتماعي و شخصي. مما يؤهل التلميذ لخوض غمار الحياة من جميع النواحي. و هذا ما ركزت عليه الإصلاحات الأخيرة، منذ الانطلاق فيها سنه 2003 بتنصيب السنة الأولى متوسط، و مرورا بالسنة الثانية، و الثالثة بعدها لتصل سنة 2006 لتنصيب السنة الرابعة متوسط. أخر سنوات الإصلاح، ليجتاز التلميذ أول شهادة تعليم متوسط في ضوء الإصلاحات بكفاءات جديدة و رؤى حديثة تصبو إلى رفع مستوى التدريس في الجزائر.
كما أعدت لذلك المناهج التي سطرت الغايات و الأهداف و الكفاءات بما يتوافق و طموحات البلاد و متطلبات العصر، و وقوفا عند الثوابت و رموز الأمة.و عقدت الملتقيات لإعداد التأطير المناسب و المتماشي مع الخطط المرسومة. و على رأسها الفريق التربوي الذي سيسهر على تطبيق هذه المعطيات و يزود التلميذ بما هو مطلوب من كفاءات.دون أن يهمل الجانب النفسي الذي لا يقل أهمية عن الجانب المعرفي للتلميذ، و الذي يجب أن تعطى له الأهمية اللازمة بمراعاة ظروف التلميذ النفسية و تحقيق الجو المناسب لتمدرسهم و توفير الأمن الصحي و النفسي لهم ، و أخذ المحتاجين منهم إلى الرعاية النفسية بالعناية و المراقبة من طرف مختصين بالجانب النفسي تحت رقابة أطباء نفسانيين، لأن كثيرا من التلاميذ يعانون الكبت و الانطواء و الخوف مما يؤثر بالسلب على نتائجهم الدراسية عامة، و نتائج شهادة التعليم المتوسط خاصة. و تظهر أهمية هذا الجانب فيما أعطي له من الاهتمام من طرف المسؤولين حيث تضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية في المادة 97 تحديد مهام مستشاري التوجيه المدرسي و المهني في الفقرة الثالثة منها بما يلي:" و يشاركون في متابعة التلاميذ الذين يعانون صعوبات من الناحية النفسية البيداغوجية قصد تمكينهم من مواصلة التمدرس".
و يمكن تلخيص ملمح التلميذ في نهاية السنة الرابعة في :
1. الفضول و التساؤل و الاكتشاف.
2. الرغبة في الاتصال بين الأفراد.
3. الرغبة في التفتح على المحيط.
4. حب العلم و التقنية و التكنولوجيا و الفنون.
5. الإحساس و الشعور الجمالي.
6. روح الإبداع و الفكر الخلاق.
7. روح الاستقلالية و المسؤولية.
8. الشعور بالانتماء إلى مجتمعه.
9. الشعور بالهوية الثقافية من خلال كل تركيباتها.
10. الثقة بالنفس و في تنمية شخصيته.
11. الضمير الأخلاقي و المدني و الديني.
12. روح المواطنة و القيم السامية للعمل.[1]


مبحث2:
الجانب النفسي للتلميذ
كما سبق التنويه به أن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجانب المعرفي، ذلك أن التلميذ في هذه المرحلة بالذات يمر بفترات حرجة تستدعي الانتباه و الرعاية. و لا يخفى على مرب أن العمر الزمني للطفل، يعرف تحولات عدة لا من حيث الجانب الفسيولوجي أو الجانب النفسي، و التفكير في امتحان الشهادة يجعل كثيرا من التلاميذ يعيشون أوقات طويلة في الانطواء على الذات و الكآبة، فترى بعضهم يميل إلى العزلة و الوحدة ، و آخرون ينعكس عندهم ذلك بالعدوانية و الشغب.و منهم من تتأزم أحوالهم إلى درجة النفور من الدراسة، و يؤدي بهم ذلك إلى العزوف عن متابعة دراستهم، و ذلك سبب من أسباب التسرب المدرسي .هذا ما يستدعي وقوفا جديا للتوجيه و الإرشاد و لا يتسنى ذلك إلا لمختص في التوجيه المدرسي أو أخصائي نفسي لأن بغض الحالات تتطلب بالفعل تدخلا طبيا سيما الفترة الأخيرة، من السنة، و عندما تقترب فترة الامتحان، و نـجد هذه الظاهرة تبرز بـحدة عند الفتيات على شكل نوبات صرع، أو انهيارات عصبية، و في حالات أخرى تظهر على شكل مغص أو تقيء أو تبول لا إرادي، و تلاحظ هذه الظواهر بكثرة في اليوم الأول من امتحان الشهادة، و قد تنعكس سلبا على نتائج التلاميذ الممتحنين، و ربما أدت إلى انقطاعهم عن الامتحان.قبل انتهائه. و وجود مستشار التوجيه بالقرب من التلاميذ يمكنه من تخفيف هذه الحالات بتقديم الـمساعدة النفسية للتلاميذ و إعدادهم لمواجهة مثل هذه الظروف الصعبة. و الرفع من معنوياتهم و تقوية عزائمهم و ترغيبهم في العمل الجاد. و هذا ما سنعود إليه بالتفصيل في إبراز دور مستشار التوجيه في فصل لاحق.
و يتم ذلك أيضا بتقديم النصائح و الإرشادات للتلاميذ في مختلف المناسبات التي تجمعهم مع مستشار التوجيه، كدعوته للوثوق في قدراتهم المعرفية. و أن يكونوا طموحين.و يمكن تقديم هذه الإرشادات على شكل لوائح إشهارية، و ملصقات تذكيرية في مختلف المرافق التي يتردد فيها التلاميذ كالساحة، و المكتبة، و قاعات المداومة، و المذاكرة، مثل:
· اصنع نجاحك :لا تنتظر النجاح و أنت جالس، فهو لا يأتيك بفرصة حظ، أو محض صدفة، و إنما اصنعه بالعمل، الجد، و العزم... فمن أراد العلا سهر الليالي.
· غير نظرتك في ذاتك: أنت تملك طاقة كبيرة كامنة في داخلك، تحتاج أن تزيل عنها غبار التقصير و الكسل فأنت أقدر مما تتصور و أكفأ مما تتخيل و أذكى بكثير مما تعتقد ... فاشطب كل المصطلحات السلبية من تفكيرك و ردد دوما: " أنا أريد ...إذا أنا أستطيع".
· ثق في قدرتك على النجاح: لا تقلل من قدراتك المعرفية و تذكر أن وجودك في القسم النهائي دليل على امتيازك بقدرات و كفاءة كافية لاجتياز الامتحان بنجاح و تفوق، ثقتك بنفسك هي مفتاح نجاحك.
· كن طموحا: كن طموحا و حدد هدفا في حياتك، تسعى لتحقيقه و إنجاحه،فطموحك أساس لتشييد مستقبلك.
· كيف تصنع النجاح؟
1. العوامل النفسية:
Ø الإرادة: و هي اقتناعك الشخصي بضرورة النجاح في الامتحان كغيرك.
Ø الرغبة و التصميم: و هي أن تصنع لنفسك هدفا منذ بداية السنة الدراسية، و أن تحرص على تحقيقه مهما كانت الظروف.
Ø الثقة بالنفس: و تتمثل في الموقف الذهني إزاء الدراسة و طبيعة التصور الشخصي للقدرات، و لتعزيز ثقتك بنفسك عليك:
v عدم مقارنة نفسك بغيرك، فلكل قدراته و إمكانياته.
v الإيمان بقدرتك على النجاح في الامتحان.
v تحسين علاقتك بالغير و تجنبك التوتر و القلق.
v التعبير عن رأيك بالمشاركة في مختلف الدروس.
2. العوامل الموضوعية:
Ø التنظيم: يشمل التنظيم كل العوامل التي تساعد على تحقيق الأهداف بطرق ناجحة و سريعة ) كتنظيم الوقت، الأدوات، الدفاتر...(.
Ø التحضير: يتمثل في القراءة المسبقة و اليومية للدروس قبل الالتحاق بالقسم و تحضير الأسئلة وفقا للنقاط غير المفهومة من الدرس لطرحها على الأستاذ، فالتحضير يساعدك أكثر في استيعاب ما هو مبهم.
Ø المواظبة: و تكون بحضورك الدائم في جميع الدروس، و استغلالك لحصص الدعم المبرمجة و المؤطرة من طرف مؤسستك لإثراء معلوماتك.
Ø المتابعة: تكون بمتابعتك للدروس باهتمام، و تركيز داخل القسم.
Ø المشاركة: إن المشاركة الإيجابية داخل القسم تجعل منك عنصرا فعالا فيه و تزيد من فرصة احتفاظك و ترسيخك للمعلومات لمدة أطول.
منهاج السنة الرابعة من التعليم المتوسط 2005 [1]

الفصل الثالث:
الأوساط الفاعلة في تحضير التلميذ
يراد بالأوساط الفاعلة كل العناصر التي تمت بالصلة للتلميذ أثناء تحضيره لامتحان شهادة التعليم المتوسط سواء كان ذلك داخل المدرسة من الفريق التربوي و الإداري، أو خارجها، من الأسرة و المجتمع بصفة عامة. فما هو دور كل واحد منهم في تحضير التلميذ لهذه المهمة الصعبة؟
مبحث1:
الفريق التربوي و الإداري
جاء في نظام الجماعة التربوية في الفصل الرابع تحت عنوان أحكام خاصة بالموظفين في المادة 67 ما يلي: يساهم الـموظفون بـجميع فئاتهم، و كل في مـجال اختصاصه، في توفير الظروف الـملائمة و الشروط الضرورية التي تساعد على إنـجاز الـمهام و تـحقيق الأهداف الـمرسومة للمؤسسة التربوية و التكوينية.فما هو دور كل عنصر من عناصر الفريق التربوي؟
و من وجهة نظر المناجمنت كفن للتسيير يقوم تسيير المؤسسة على التخطيط و التنظيم يستوجب على الفريق التربوي أن يحدد أهدافا و استراتيجيات يعمل على تحقيقها من خلال تقسيم المهام في الـمؤسسة التربوية ليقوم كل طرف بنصيبه من الـمهام الموكولة إليه بدءا بالأستاذ، و الـمستشار للتربية، و المساعدين التربويين، و انتهاء بالمدير و مستشار التوجيه المدرسي و المهني. كل في مكانه المناسب، و دائرة تحركه، و نقاط التقائه و تقاطعه بالأطراف الأخرى. لتدور الأمور في المؤسسة كمسننات الساعة تدفع إحداها الأخرى لتكتمل العملية بدوران العقارب ثوان و دقائق و ساعات. و لا يتسنى ذلك إلا في جو من العمل الـمنظم الذي تحكمه علاقات تنظمها سلطة القانون، و العلاقات الإنسانية ، و الهدف من هذا هو تحقيق النجاعة في المؤسسة التربوية.
مطلب1:
الأستاذ
باعتباره أقرب عنصر في العملية التربوية البيداغوجية من التلميذ، و باعتباره المنفذ للأهداف التربوية، و المكلف بتدريس التلاميذ بما خوله له القانون و بالرجوع إلى القرار رقم 153 المؤرخ في 26 / 02 / 1991 الذي يحدد مهام الأساتذة في التعليم الأساسي و التعليم الثانوي، و خاصة المادة الثالثة منه: تتمثل مهمة الأستاذ في تربية التلاميذ و تعليمهم، فهو يقوم بنشاطات بيداغوجية و تربوية.
و بالإضافة إلى التأطير التربوي للتلاميذ تجد الأستاذ يلعب دورا رئيسيا في صقل مواهب التلاميذ، و مدهم بالوسائل المادية و المعنوية التي تساعدهم في تذليل الصعوبات التي تعترضهم في مسارهم الدراسي بصفة عامة، و الامتحانات بصفة خاصة، و يسهم في إعدادهم لامتحان شهادة التعليم المتوسط من الجانب المعرفي حيث يسهر على تزويدهم بالمعلومات الكافية التي تعزز مسارهم المعرفي،بتنفيذ البرامج التعليمية الموكولة إليه حسب مادة تخصصه، كما يساهم بتفعيل حصص الدعم بشكل جدي بحضوره المكثف لهذه الحصص, و تحضير المادة المعرفية لها بكل عناية، بتحديد أهدافها و طرق إجرائها، و يكون رفيقا دائما للتلاميذ يساعدهم على حل التمارين سواء كانت المبرمجة في الكتاب المدرسي، أو تلك التي يدأبون على انجازها من الحوليات و الدوريات التي يحصلون عليها من المكتبة المدرسية، أو من فضاءات الإنترنيت.
و يمكن للأستاذ أن ينشط هذه الدروس بطرق عدة من شأنها أن تكسر الروتين الممل حتى لا يعزف عنها التلاميذ، و يقدمون عليها يشغف و حب، و ذلك بتقديمها في أجواء تختلف عن جو الصف كأن تقدم في المكتبة، أو بطريقة التفويج في مجموعات، فيقوم الأستاذ بالإشراف، و التنشيط، و المراقبة، و المساعدة، و التوجيه، و التصويب، و التصحيح من خلال تدخلاته من حين إلى آخر. كما يمكن أن تكون هناك حوافز تشجيعية كتخصيص جوائز بين الفينة و الأخرى لخلق جو من التنافس البريء بين التلاميذ. و يترك لهم المبادرة لاكتشاف مواهبهم، و قدراتهم، مما يكسبهم ثـقة في أنفسهم، و يفسح أمامهم آمالا عريضة و طموحات كبيرة.على عكس ما يلاحظ في كثير من الأحيان من عزوف و نفور من هذه الحصص خاصة، و أنها تستغل في أوقات فراغ التلميذ كأمسيات الاثنين و الخميس فلا يرغب فيها إلا أعدادا قليلة تتقلص بمرور الأسابيع حتى تنعدم أو تكاد.
كل هذا، و دون أن نهمل مكانة الأستاذ في الفريق التربوي، من خلال مشاركته في مختلف المجالس التي تعقد في المتوسطة ، خاصة المجالس التربوية البيداغوجية كمجالس التعليم، و مجالس القسم )التنسيق( التي تكتسي أهمية بالغة من الناحية التربوية ، و يعتبر الأستاذ عضوا فاعلا فيها من خلال التشاور بين أساتذة القسم، و دراسة مختلف المسائل التي لها علاقة بالتلاميذ من الناحية الاجتماعية و الصحية، و تقييم نتائجهم، و نذكر بالأخص دور الأستاذ رئيس القسم الذي يقوم بتحضير مجلس القسم بالتنسيق مع الأساتذة لتحديد الحالات الخاصة بالتلاميذ، و غياباتهم، و الحالات الخاصة نفسية و اجتماعية، مما يسهل على الفريق التربوي السبل لتحطيم العقبات التي تحول دون تحقيق النتائج المرجوة من خلال المشروع الذي يخطط له منذ بداية السنة الدراسية، و يعمل على تحقيق أكبر نسبة من النجاح في آخر السنة.بالتقرب من التلاميذ و مد يد المساعدة لهم بتكسير هواجس الخوف لديهم، و تقوية عزائمهم، و إعلامهم بكل ما يحتاجون إليه من وسائل مادية و معنوية من أجل تخطي صعوبات الامتحان.كإعانتهم على وضع رزنامة للمراجعة في نهاية الأسبوع و أيام العطل.
و إضافة إلى ذلك، العمل بالتوجيهات التي يدلي بها المدير من جهة عقب المجالس الدورية، و مفتش المادة من جهة أخرى بعد الزيارات التوجيهية و الندوات التربوية و الأيام الدراسية، و التي يحاول أن يجسد بها ما جاءت به المناهج التربوية، و أدلة المادة، و الأستاذ و أدلة بناء الاختبارات في مختلف المواد ليقرب النظرة للتلاميذ، و يعودهم على مواجهة الامتحانات بشعور طيب.خاصة و أن الجهات الوصية تلح من خلال دليل إعداد بناء اختبار في مختلف المواد الدراسية على مسايرة الأنماط المقترحة للامتحانات الدورية لتتماشى و طبيعة امتحان الشهادة، و ما يجب أن يراعى فيه من ضوابط و أهداف:
1. بناء الاختبارات وفق قواعد علمية صحيحة محددة الغايات و الأهداف.
2. التقويم الصحيح و السليم للأهداف و القدرات و المهارات المسطرة في البرامج الرسمية.
3. تكوين الأستاذ على طريقة بناء الاختبارات و على تحديد الأهداف و المقاصد و أخيرا على تقويم هذه الهداف و المقاصد.
4. إعداد التلميذ لخوض امتحان شهادة التعليم الأساسي بتعويده في الاختبارات الفصلية على نفس الطريقة التي تبنى بها مواضيع شهادة التعليم الأساسي.[1]

مطلب2:
مستشار التربية و المساعدون التربويون
طبقا للقرار رقم 171 المؤرخ في 02 / 03 / 1991 الذي يـحدد مهام الـمستشارين الرئيسين و المستشارين للتربية في مؤسسات التعليم الثانوي.في المادة الثانية من ذات القرار: يكلف مستشار التربية و المستشار الرئيسي للتربية بالنظام و الانضباط في مؤسسات التعليم و التكوين.
و في المادة الخامسة: يعتبر مستشار التربية و المستشار الرئيسي للتربية عضوين في الفريق الإداري للمؤسسة، حيث أنهما بهذه الصفة يدعيان للمشاركة في الاجتماعات التي تعقدها مختلف المجالس القائمة في المؤسسة طبقا للأحكام المنصوص عليها في القرارات المتعلقة بهذه المجالس.
و تشمل مهامهما نشاطات تربوية و بيداغوجية و إدارية و مالية.تصب كلها في إطار واحد هو ضمان السير الحسن لتمدرس التلاميذ، و تحقيق أهداف المدرسة.و هذا يتطلب منهما جهدا كبيرا و تنظيما محكما و ربط علاقات جيدة مع الأوساط الفاعلة في الوسط المدرسي من أساتذة، و مدير، و أولياء التلاميذ و مساعدين تربويين.

من هذا تتضح المكانة التي يحتلها المستشار في التربية ضمن التشكيلة التربوية في المؤسسة التعليمية، خاصة إذا علمنا وظيفته التربوية التي توجب عليهما الوقوف إلى جانب التلاميذ و مساعدتهم على الاستعمال الأفضل لقدراتهم و إمكاناتهم. فهو مكلف بخلق جو مناسب داخل المدرسة، و بالسهر على تنظيم الحركة، كما يشارك في تحسين الشروط المعنوية و المادية لتمدرس التلاميذ.
إلى جانب ما يلزم به من أعمال تعد من الأنشطة التربوية كـتأطير التلاميذ أثناء تنقلهم خارج المؤسسة، و متابعة حضورهم في الأقسام، و قاعات المداومة، و المذاكرة، و المطعم، و المرقد و قاعات التمريض.و حفظ الأمن و الصحة، و تفعيل دور المكتبة بتشجيع التلاميذ على المطالعة و البحث و المساهمة في دروس الدعم و المعالجة التربوية رفقة المساعدين التربويين.
و أعمال بيداغوجية بمساهمته في ضبط جداول التوقيت الخاصة بالتلاميذ و الأساتذة. و تحضير مجالس التعليم و مجالس الأقسام. كما يقومان بتشكيل الأفواج التربوية طبقا لتوجيهات المدير و ملاحظات الأساتذة.
و من النشاطات الإدارية المالية الموكولة للمستشار الرئيسي للتربية و المستشار للتربية أنهما يضبطان بطاقة التلاميذ و يحرران الشهادات المدرسية، و يسهران على احترام منشآت المؤسسة و أثاثها و تجهيزاتها.مما يضمن استمرارية سير المدرسة، و تحقيق الفعل التربوي بها.و ضبط قوائم التلاميذ المترشحين لشهادة التعليم المتوسط،منذ الشهور الأولى من الدخول المدرسي.
إلى جانب هذه من المهام المسندة لهما رسميا يتجلى دورهما في تحسيس تلاميذ السنة الرابعة من خلال الزيارات المبرمجة رفقة مدير المتوسطة أو نيابة عنه ، تطبيقا لما ألح عليه الأساتذة في مجالس الأقسام ، أو لعلاج بعض الظواهر التي تتفشى بين التلاميذ خاصة أصحاب المرحلة الأخيرة.أو من خلال الجلسات التي يعقدها كلما دعت الضرورة مع بعض التلاميذ ذوي الحالات الخاصة التي يمكن أن يستدعي أولياءهم لإطلاعهم على مختلف الوضعيات التي تستوجب التدخل الطارئ، كالغيابات المتكررة التي تنعكس سلبا على مسارهم الدراسي، حيث تفوت عليهم فرصة الاستفادة من الدروس مع زملائهم في الصف. أو تصرفات لا أخلاقية ناتجة بالأخص من جراء الاختلاط ببعض التلاميذ الفاشلين سواء من زملائهم في المدرسة أو رفاقهم خارج المؤسسة.
و هناك دور أساسي لا يمكن إغفاله و هو تفعيل دور المكتبة المدرسية، و تسهيل عملية استعارة الكتب و استردادها، و تنظيم و أوقات فتح المكتبة و غلقها ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من التلاميذ، و توفير العناوين التي تمت بالصلة الوثيقة لما يحتاجه التلميذ في مرحلة الإعداد و التحضير لامتحان شهادة التعليم المتوسط، كما يمكن لهما أن يفعلا المكتبة بتحفيز التلاميذ و تشجيعهم على المطالعة بتخصيص جوائز للقراء الأكثر ترددا على المكتبة من خلال نسب المقروئية التي يتابعها المستشار بنفسه.
و كذا يتجلى دور المساعدين التربويين في مراقبتهم التلاميذ أثناء تحركاتهم في الساحة في أوقات الدخول و الخروج، و داخل الفصول في حصص المداومة، و الدروس المحروسة، و إن كانت من المهام العامة الموكولة لهم قانونا، إلا أنه يمكن تركيزها بالنسبة لتلاميذ السنوات الرابعة متوسط بمراقبتهم و تقديم المساعدة لهم أثناء هذه الحصص.بالحث على المراجعة الناجعة و بالطرق المفيدة جماعية كانت أم فردية.
مطلب3:
المدير
طبقا للقرار 175 و. أ. خ .و ، المؤرخ في 2 مارس 1990 و الذي يحدد م مهام مدير المدرسة الأساسية و مجالات نشاطه، بيداغوجية و تربوية و إدارية و مالية، و يمكن حصرها في النقاط التالية :
1. يكون المدير في مؤسسته مسؤولا عن حسن سير المؤسسة و عن التأطير و التسيير التربوي و الإداري فيها و يخضع لسلطته جميع الموظفين العاملين بها.
2. يسهر المدير في مؤسسته بالحضور على التربية الخلقية و يمارس سلطته باستمرار على كل ما يتعلق بالدروس و النظام و الأخلاق في المؤسسة.
3. يلزم كل مدير في مؤسسته بالحضور الدائم فيها و يمكن في هذا الإطار و أثناء ممارسة مهامه و وظائفه أن يستحضر في أي وقت من ليل أو نهار .
إلى جانب نشاطات بيداغوجية ذات صلة وثيقة بالتلاميذ و بالخصوص تلاميذ السنة الرابعة متوسط تتمثل في التنظيم العام لأنشطة التلاميذ و جداول توقيت الأقسام.و العمل على تنسيق نشاطات الأساتذة المسؤولين على المادة و المسؤولين على الأقسام ( الرئيسيين ) ،و يرأسها لاتخذ التدابير اللازمة لتحسين الفعل التربوي.كما يمكنه متابعة التدرج في تقديم الدروس و تسلسلها.
و كمسير بارع على المدير أن يقوم بكل ما يرقى بالمؤسسة من أعمال تنسيقية سواء من خلال المجالس الدورية التي يرأسها كمجلس التنسيق الإداري الذي يعقده أسبوعيا للاطلاع على السير الحسن للمؤسسة و التنظيم العام للمؤسسة و رفع مردود المدرسة.
أما دوره بالنسبة لتلاميذ السنة الرابعة فيكمن في تحسيسهم من خلال الزيارات التي يبرمجها إثر الجلسات التنسيقية مع الأساتذة، و جلسات مجالس الأقسام، و ما تمخض عنها من توجيهات، و إرشادات خاصة بالتلاميذ المقدمين على الامتحان في نهاية السنة، و للرفع من معنوياتهم و حثهم على الاجتهاد و المثابرة .أو تقديم النصائح لهم بالرجوع عن التصرفات المخلة بالنظام الداخلي للمؤسسة و وضع حد لها بالتعاون مع الفريق التربوي كله، و خلق جو تعاوني مساهم في الرفع من مردود المدرسة،و تحسين نتائجها الدراسية و نتائج شهادة التعليم المتوسط.
كما يعلمهم بأن السبيل الوحيد للنجاح هو الاجتهاد و المثابرة و الانضباط ، و يبين لهم أهمية الشهادة في حياتهم الدراسية و المهنية.
و يوضح لهم الآمال التي تعقدها المؤسسة على نواصيهم في إنجاح مشروع المؤسسة الذي تعتبر نسبة النجاح من الأهداف الأساسية فيه.
و يطمئنهم للنجاح بالجهود التي يبذلها الفريق التربوي لتحقيق النجاح، و على رأسه نخبة من الأساتذة الأكفاء الذين لا يدخرون جهدا في سبيل نجاحهم.
مبحث2:
الأسرة و المجتمع
تعتبر الأسرة شريكا فاعلا في حياة التلميذ المدرسية فقد حملهم المشرع الجزائري المسؤولية سواء بسواء مع الفريق التربوي و المؤسسة ففي الفصل الخامس من نظام الجماعة التربوية و في الأحكام الخاصة بالعلاقات بين الأولياء و المؤسسة،من الأمر 76 / 35 و في المادة 94 منه :" يقوم الأولياء في إطار التكامل بين الأسرة و المدرسة بمتابعة تمدرس أبنائهم و المواظبة عليه".و المادة 99 : تساهم جمعية أولياء التلاميذ في إطار الأحكام القانونية و التنظيمية السارية في تقديم الدعم المعنوي و المادي للمؤسسة". و كذا ما جاء في المادة 100 و 101
تعتبر جمعية أولياء التلاميذ شريكا فاعلا في الجماعة التربوية و دورها لا يمكن تجاهله في المساهمة المادية و المعنوية لتحسين نتائج التلاميذ في الشهادة و الوقوف إلى جانبهم و تشجيعهم و حشد عزائمهم بمشاركتهم في مختلف النشاطات التي تنظمها المؤسسة مثل المسابقات التربوية التي تنظم في المدرسة، أو حفلات توزيع الجوائز ، أو الرحلات التربوية ، أو حصص الدعم التي تنظمها بالاتفاق مع مدير المتوسطة حيث يقدمون الدعم المالي لتفعيل هذه الأنشطة، سواء بجلب الأساتذة أو المساهمة في تسديد مصاريفهم.
كما لا يخفى على أحد ما يمكن للأوساط الاجتماعية أن تقدمه من خدمة للتلاميذ و ذلك بربط علاقات طيبة و حميمية مع مختلف المؤسسات العمومية و الخصوصية، و جمعيات خيرية لتكون مساهمتها في التخفيف من أعباء المسؤولية على المؤسسة، و تقديم المساعدة لها كلما دعت الضرورة إلى ذلك خاصة في أيام امتحان الشهادة، التي تتحول في كثير من الأحيان إلى عرس بهيج يشارك فيه الجميع التلاميذ فرحتهم و يخففوا عنهم الوطأة النفسية التي يعانون منها في هذه الأيام الصعبة من حياتهم الدراسية.
دون أن نغفل جانبا يبدو من الأهمية بمكان، ألا و هو وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة، و تلفزيون و جرائد، لما لها من دور في تسليط الأضواء على كل ما يمت بصلة لهذا الحدث الهام في حياة أولادنا و توجيه النصائح و الإرشادات، و عقد الندوات، و الموائد المستديرة، و الجلسات التي تستضيف المختصين في التربية و علم النفس التربوي و الإكلينيكي من أجل تقديم المساعدات المختلفة للتلاميذ المقدمين على الشهادة، و كيفية تخطي الصعاب المتعلقة بالامتحانات، أو تخطي الأزمات النفسية التي تثبط من عزائمهم، أو للأولياء في كيفية الوقوف إلى جانب أبنائهم ليجتازوا هذه الامتحانات في أحسن الظروف، أو الأساتذة في طرق الأخذ بأيدي هذه البراعم إلى بر النجاة و النجاح.

مبحث3 :
مستشار التوجيه
يلعب التوجيه المدرسي و المهني دورا هاما في تحقيق السياسة الوطنية للتكفل بمستقبل الشباب في مجال التربية و التكوين ، و قد أنشأت وزارة التربية الوطنية شبكة هامة من مراكز التوجيه المدرسي و المهني عبر التراب الوطني إدراكا منها لأهمية الموضوع و حساسيته.
و المختصون في علم النفس و علوم التربية يتفقون على أن فعل التوجيه يعد من بين العمليات السيكوبيداغوجية الحساسة التي يجب أن تحظى بعناية خاصة لما لها من تأثير على المصير الدراسي للفرد، بالتالي على مستقبله بصفة عامة قصد بلوغ المرامي الواردة في الأمر 76 / 35 سيما ما جاء في المادة 61 منه.و كذا ما تضمنه القانون الأساسي الخاص 08 / 59 الذي يحدد مهام مستشار التوجه المدرسي و المهني خاصة المادة 97 .
يلعب مستشار التوجيه دوره في عدة جبهات أهمها التوجيه، و الإعلام، و الإرشاد النفسي، و التقويم، و يمكن توسيع الفكرة من خلال هذه المطالب:
مطلب 1:
التوجيه
التوجيه لغة مصدر مأخوذ من فعل وجه ، و وجه الشيء بمعنى أداره إلى جهة ما ، و وجه القوم الطريق أي سلكوه و صيروا أثره بينا، و وجه المطر الأرض أي قشر وجهها و أثر فيها ، و وجه البيت بمعنى جعل وجهه نحو القبلة ، و وجهت الريح الشيء بمعنى ساقته في اتجاهها.
واصطلاحا هو عملية سيكولوجية هدفها اقتراح اتجاه معين لدراسة التلاميذ حسب ما يستجيب لملامحهم وحاجاتهم واهتماماتهم، أو يتيح التعبير الفاعل عن إمكاناتهم وقدراتهم.
وهو اختيار شعبة من شعب التعليم والتكوين في الوسط المدرسي أو برنامج من البرامج. ويتم هذا الأخير حسب إجراءات متعددة، منها:
v اختيار من طرف المعني بالأمر ذاته ومجلس القبول والتوجيه.
v اختيار من طرف المربين والمؤسسة.
v قرار التوجيه والتعيين.
كما يعرفه بعضهم بأنه عملية إرشاد الناشئين على أسس علمية معينة كي يوجه كل فرد إلى نوع من التعليم الذي يتفق وقدراته العامة واستعداداته الخاصة وميوله المهني، وغير ذلك من صفات الشخصية، حتى إذا تيسر له مثل هذا التعليم كان احتمال نجاحه فيه كبيرا وبالتالي يتمكن من تقديم خدماته للمجتمع.
و تتجلى أهمية التوجيه المدرسي في عدة جوانب نذكر منها على سبيل الاختصار ما يلي:
1. أداة فعالة لاكتشاف المواهب والقدرات والعمل على صقلها وتنميتها.
2. وسيلة من وسائل تفعيل العملية التربوية وجعلها تتجاوب مع التنمية الوطنية وعالم الشغل .
3. الأخذ بأيدي الدارسين ومساعدتهم على تلبية حاجاتهم ومطامحهم التعلمية.
4. وسيلة من وسائل البحث الذي يخدم الفعل التربوي ويساعد على تطوير آلياته وأسسه.
5. آلية من آليات رفع المردود المدرسي، وتحسين نتائج الامتحانات.
6. يساعد على تقليص ظاهرة التسرب في الوسط المدرسي .
7. يمكن من تكييف النشاط التربوي للقدرات الفردية للتلاميذ ومتطلبات التخطيط المدرسي، وحاجات النشاط الوطني.
8. تيسير سبل الاندماج في الحياة المهنية والعملية .
9. اكتشاف مواطن القوة والضعف في مردود التلاميذ بغرض اقتراح الحلول الممكنة.
10. مساهمة مؤسسات التوجيه بالتنسيق مع مؤسسات البحث في أعمال البحث والتجربة والتقويم حول نجاعة الطرق واستعمال وسائل التعليم وملاءمة البرامج، وطرق الاختبار.
11. الخروج من حقل التسيير الإداري للمسار الدراسي للتلاميذ إلى مجال المتابعة النفسانية والتربوية والإسهام الفعلي في رفع مستوى الأداء للمؤسسات والدارسين.
12. تطوير قنوات التواصل الاجتماعي والتربوي داخل المؤسسة وخارجها.[2]
عميلة التوجيه المدرسي تقوم على عمليات أساسية تتمثل في:
o الطعن: من خلال المناشير الوزارية التي تطرقت لعمليات الطعن و كيفيته و التي تنص على أن يكون الطعن بالطريقة التالية:
استقبال طلبات الطعن.
استقبال طلبات إعادة السنة الرابعة متوسط.
و النظر في هذه المسائل عن طريق محاضر القبول و بطاقة المتابعة و التوجيه و النتائج المدرسية.
o التنسيق مع مديري القطاع و تبيان تدخلات مستشار التوجيه و دوره في المؤسسة.
o إحصاء التلاميذ على مستوى قطاع التدخل و الاطلاع على الوضعية التربوية للمؤسسة.
o تنصيب بطاقات القبول و التوجيه الأولى ثانوي و الرابعة متوسط،و الإشراف على تنصيبها.
o دراسات رغبات السنوات الرابعة متوسط و تطبيق الدراسة الأولية لرغبات التلاميذ من خلال نتائج الفصل الأول و محاولة توجيه التلاميذ نحو اختيار موضوعي .
o المشاركة في مجالس الأقسام و الخاصة بالثانوية و كذا التدخل إلى المتوسطين من خلال تحليل النتائج و بطاقات المتابعة و التوجيه و المشاركة في اتخاذ القرارات.
مطلب 2 :
الإعلام
يعد الإعلام من أبرز طرق الاتصال و أهمها،و يهدف في مفهومه الواسع إلى إبلاغ الجمهور بما يحتاجونه من معلومات في مختلف المجالات التي ترتبط بحياتهم اليومية، كما يعد مجموع الوسائل و الطرق التي تضمن التواصل بين الناس.
أما الإعلام المدرسي فهو عملية تربوية ومتواصلة ، تخدم التوجيه الأنجع للتلميذ ، وتساهم في تكوينه الفكري والثقافي ، ويتم بواسطة هذه العملية نقل المعلومات، لفرد أو جماعة بهدف تعديل أو تنظيم نشاطات هذا الفرد أو هذه الجماعة. كما يعتبر الإعلام المدرسي الركيزة الأساسية التي يبنى عليها نجاح التوجيه المدرسي ، حيث يمكن التلميذ من اكتساب مجموعة من المعارف والمعلومات الدراسية والمهنية، التي تنمي قدراته ومهارته ، وتساعده على اتخاذ القرارات السليمة في بناء مشروعه المدرسي ، فهو وسيلة يتعرف من خلالها التلميذ على المنطلقات والمنافذ المدرسية والمهنية ، ومستلزمات كل شعبة في التعليم الثانوي وفروعها وتخصصاتها في التعليم العالي.
و في مرحلة التعليم المتوسط يهدف الإعلام إلى مساعدة التلميذ على التكيف مع محيطه الدراسي الذي يتيح له نوعا من الاستقلالية ،و يوفر له جوا دراسيا رائقا، معتمدا على طرق جديدة تؤهله للتعلم مما حوله ، و معرفة نفسه ، و اكتشاف ميوله و قدراته الفكرية و العقلية من خلال الجو الدراسي الجديد الذي دخله بعد فترة قضاها في الابتدائي بين يدي معلم واحد في أغلب الأحيان، ليجد نفسه في محيط مختلف اختلافا كبيرا يتناوب عليه فيه أساتذة مختصين في مواد مختلفة و بمفاهيم و طرق لم يعهدها في صفه الأول.
وخاصة في السنة الرابعة متوسط التي تعتبر سنة حاسمة في حياته الدراسية، حيث يهدف الإعلام فيها إلى الأخذ بيدي التلميذ لتحديد مصيره بنفسه، حيث يكون في معظم الأحوال غير قادر على اتخاذ القرار بنفسه.فيعمل على إعلامه بكل ما يساعده في هذه الساعة الحرجة.
و يتم الإعلام على عدة مراحل :
1. إعلام التلاميذ في السنة أولى متوسط بتعريفهم على المرحلة الشديدة و مساعدتهم على التكيف داخل المتوسطة .
2. إعلام التلاميذ في السنوات الرابعة متوسط باطلاعهم على مرحلة التعليم الثانوي و تعريفهم على إجراءات القبول و التوجيه إلى السنة الأولى ثانوي،و تحسيسهم بأهمية السنة الرابعة في تحديد مصيرهم.
3. إعلام أساتذة التعليم المتوسط و الثانوي بإعطائهم أهم معلومات حول عملية التوجيه و القبول إلى السنة الأولى ثانوي و كذا ما يمكنهم من تفجير قدرات التلاميذ و ميولاتهم للمساهمة في رفع المستوى.
4. إعلام الأولياء باطلاعهم على جديد مجال التربية و التعليم و التوجيه و القبول و تحسيسهم بدورهم في رفع معنويات أبنائهم في المجال الدراسي و تحسين سلوكاتهم.
5. خلية الإعلام و التوثيق : جمع المعلومات الخاصة بالدراسة و التكوين و كذلك ما يخص التكوين المهني . الاتصال بالجامعات و مراكز التكوين ، و كذا توجيه التلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ في المجال الدراسي إلى المجال المهني، و التشجيع على الالتحاق بمراكز التكوين من أجل الحصول على مهن و تخصصات متنوعة.

مطلب 3 :
الإرشاد النفسي
من المهام التي أسندها المشرع الجزائري لمستشار التوجيه المدرسي و المهني المشاركة في متابعة التلاميذ الذين يعانون صعوبات من الناحية النفسية البيداغوجية قصد تمكينهم من مواصلة التمدرس.كما نصت عليه المادة 97 من القانون الأساسي الخاص المرسوم التنفيذي 08 / 315 المؤرخ في 11 /10/ 2008 .
هذا ما يؤكد أهمية الإرشاد النفسي للتلميذ و ضرورة الاعتناء به مما دفع إلى تخصيص المهمة و إسنادها إلى مستشار التوجيه الذي سيقوم بهذه المهمة تحت رقابة الطبيب النفسي بالدائرة كما توضحه المناشير التنظيمية، حيث يتكفل المستشار للتوجيه بهذه الفئات التي تحتاج إلى رعاية نفسية وفق إشراف أخصائي نفساني يعمل على ترقية الحالة النفسية للتلاميذ الذين يعيشون متأثرين من جراء صدمات نفسية أو اجتماعية، أو لديهم اضطرابات تؤثر على تحصيلهم و متابعتهم ، كذا حالات الكآبة و الانطواء و الكبت الذي يظهر على تلاميذ أقسام الامتحانات.
كما يظهر دور مستشار التوجيه في إعداده برنامجا سنويا يتابع من خلاله التلاميذ و أحوال تمدرسهم من خلال جلسات دورية بالتنسيق مع إدارة المؤسسة.
و لفصل مجال الإرشاد النفسي عن بقية المجالات، نظرا لتداخلها، يمكن الرجوع إلى ما نص عليه القرار الوزاري رقم 827 المؤرخ في 13 / 11 / 1991 الذي حدد مهام مستشار التوجيه،و حصرها فيما يلي:
1. القيام بالإرشاد النفسي التربوي قصد مساعدة التلاميذ على التكيف مع النشاط التربوي.
2. إجراء الفحوص النفسية الضرورية قصد التكفل بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل خاصة.
3. المساهمة في عملية استكشاف التلاميذ المتخلفين مدرسيا والمشاركة في تنظيم التعليم المكيف ودروس الاستدراك وتقييمها.
4. يشارك مستشار التوجيه في مجالس الأقسام بصفة استشارية ، ويقدم أثناء انعقادها كل المعلومات المستخلصة من متابعة للمسار المدرسي للتلاميذ.
و نظرا لأهمية التوجيه و الإرشاد قد جاءت مجموعة من المناشير لتوضيح كيفية العمل بالقرار الوزاري المذكور عاليه أو تعدل بعضها، أو تلغي مناشير سابقة، أو تنظم بعض القرارات، نورد منها:
1. المنشور الوزاري رقم 76 المؤرخ في 04 / 05 / 1996 المتضمن تطبيق الإجراءات الجديدة للقبول في السنة الأولى ثانوي ، فهذا المنشور يشرح ويبين إجراءات القبول وأساليب ومعايير التوجيه ، كما يذكر المجالس الخاصة بالقبول والتوجيه ، أعضاء هذه المجالس ، مهامها ، دور كل عضو فيها ، حالات التي يمكن تقديم فيها الطعون ...
2. المنشور الوزاري رقم 101 / 1241 / 92 المؤرخ في 08 / 04/ 1992 المتضمن قبول وتوجيه التلاميذ بعد الجذوع المشتركة حيث يحث الإدارة على ملء بطاقة المتابعة والتوجيه تم تنصيبها بناءا على المنشور رقم 482 المؤرخ في 21 / 12 / 1991 بمساعدة و إشراف مستشار التوجيه .
3. المنشور الوزاري رقم 41 المؤرخ في 27 / 03 / 2005 المتضمن إجراءات التوجيه إلى الجذوع المشتركة للسنة الأولى من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي حيث يبين هذا المنشور بطاقة الرغبات ، مواد مجموعات التوجيه لكل جذع مشترك ومعاملاتها ، معايير التي يعتمد عليها المستشار لاقتراح التوجيه ، نسبة التلاميذ الذين يمكن تلبية رغباتهم.
4. المنشور الوزاري رقم 06 المؤرخ في 14 / 01 / 2007 المتضمن توجيه تلاميذ السنة الرابعة متوسط إلى الجذعين المشتركين للسنة الأولى ثانوي العام والتكنولوجي. يوضح هذا المنشور كيفية حساب معدلات مجموعات التوجيه للجذعين المشتركين، بطاقة الرغبات ، مواد ومعاملات مجموعات التوجيه ، كيفية التحضير لعملية التوجيه، الطعون وأعضاء لجنة دراسة الطعون ....
التقويم
إن عملية التقويم هي أسلوب نظامي، يهدف إلى تحديد مدى تحقيق الأهداف المسطرة للعملية التربوية برمتها، ويهدف إلى كشف مواطن القوة و الضعف في العملية التربوية ، تداركها وذلك باقتراح البدائل والوسائل ، كما أنه هو جزء لا يتجزأ من العملية التربوية ، بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عن العناصر المكونة للعلاقة البيداغوجية ، لهذا أصبح ضروريا تدارك الوضع بجعل التقويم في خدمة الفعل التربوي ولترشيد واستغلال النتائج لصالح المتعلم.
والتقويم كمحور في عمل مستشار التوجيه هو مختلف النشاطات التقييمية، التي يقوم بها خلال السنة الدراسية ، بهدف الوصول إلى توجيه موضوعي، وإلى رفع المردود التربوي، وتحسين النتائج، وذلك باقتراح البدائل، ومن أهم النشاطات التي يقوم بها مستشار التوجيه في هذا المحور والتي قد برمجها في برنامجه السنوي وهي:
1. دراسة وتحليل نتائج شهادة البكالوريا لجميع الشعب الموجودة في المؤسسة، بالمواد والمعدلات العامة، ومقارنة نتائج شهادة البكالوريا بنتائج التقويم المستمر.
2. دراسة وتحليل نتائج شهادة التعليم المتوسط لجميع الشعب الموجودة في المؤسسة، بالمواد والمعدلات العامة ، ومقارنة نتائج شهادة التعليم المتوسط بنتائج التقويم المستمر.
3. الإعداد والتحضير والإشراف وتنشيط الجلسات التنسيقية بين مختلف الأطوار.
4. متابعة وتقويم عمليتا الدعـم و الاستدراك حسب ما نص عليه المنشور رقم 319 المؤرخ في 05 / 04 / 1997. الذي حدد دور المستشار بتحديد فئة الذين يحتاجون للاستدراك وتقويم العملية.
5. إعداد التنظيم التربوي وتقديرات النجاح، انطلاقا من معرفته الجيدة لنتائج التلاميذ .
6. هذا ومن دون أن ننسى مختلف النشاطات التقنية غير المبرمجة في البرنامج السنوي لمستشار التوجيه، والتي تكون خلال السنة الدراسية كمهام ونشاطات ظرفية و طارئة ، يكلف بها من طرف الوصاية سواء مديرية التربية للولاية ، أو وزارة التربية ، مثل ما ندرسه في الوقت الحالي وهي التكفل بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي ( متابعة الدعم ، المراجعة المحروسة، و المذاكرة ) وتقييم هذه العملية.
7. متابعة وتنفيذ وتقييم مشروع المؤسسة.
8. دراسة رغبات التلاميذ وتعديلها.
هذه مجمل النشاطات التي يقوم بها مستشار التوجيه المدرسي والمهني في المحاور المختلفة (توجيه، إعلام، إرشاد نفسي، و تقويم ) و هي كما سبق مهام متكاملة و متداخلة، لذا يجب النظر إليها ككل متكامل ، لأنها تشكل وحدة لا يمكن الفصل بين أجزائها ، وهذا ما عكسته النصوص التشريعية التي سبق التطرق إليها، حيث نجد نص تشريعيا واحدا يتكرر في المحاور الثلاث للتوجيه المدرسي .
الخاتمة:
تبقى شهادة التعليم المتوسط هاجس التلاميذ في نهاية المرحلة الإعدادية و التي تتطلب التحضير المادي و المعنوي و النفسي الذي تشارك فيه كل الفئات الفاعلة في الوسط التربوي. و رهان من الرهانات التي رفعت بها المنظومة التربوية التحدي لإثبات الذات و الوجود، و معيار لقياس النجاعة، و ما التغيرات التي طالتها مذ بُدئ في جزأرة التعليم في الجزائر إلى يومنا في إطار الإصلاحات إلا دليل على أهمية هذه الشهادة و مكناتها في المدرسة الجزائرية، و عند المواطن الجزائري عامة، و التلميذ الجزائري خاصة.
لا بد للأطراف الفاعلة في شهادة التعليم المتوسط أن تتعاون و تضع اليد في اليد لبلوغ المرامي و الأهداف، من الفريق التربوي و الإداري إلى أولياء الأمور إلى التلميذ و هو المعني بالأمر في هذه العملية الوطنية التي ما فتئت أن تكون ورقة خطيرة تكاد تعصف من حين إلى آخر برياح الإصلاح الطيبة .
نأمل أن يعي كل مرب دوره و يحدد مساحة عمله، لينسق مع شريكه في هذه المهمة الصعبة، و المسؤولية الثقيلة ليخف حملها إذا ما تضافرت لها الجهود، و تكاتفت لها السواعد. و الهدف الأسمى هو نجاح التلميذ أمل الأمة و حلمها، و رجل مستقبلها.
نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء على ما يفيد في تحضير التلميذ لشهادة التعليم المتوسط حتى يتخطى هذه العتبة، لكي لا نقول عقبة، التي أصبحت مؤشرا ضروريا لإثبات المستوى من جهة، و الذات من جهة أخرى. الله نسأل السداد، و الفلاح، و الهدى، و التقى، و الفوز، في الدارين هذه، و الأخرى.و الصلاة و السلام على خير الخلق، و معلم الورى، و على أله، و صحبه و من به اقتدى و اهتدى، آمين آمين و الحمد لله رب العالمين.
دليل بناء اختبار مادة اللغة العربية في امتحان شهادة التعليم الأساسي [5]
[3] ب.الدمرجي الدليل في التشريع المدرسي ص 241
[2] السند وحدة التشريع المدرسي المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ص 48
[6] المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وحدة النظام التربوي ( التوجيه المدرسي )ص 68
منهاج السنة الرابعة من التعليم المتوسط 2005 [4]
[1] عبد الرحمن بن سالم :المرجع في التشريع المدرسي الجزائري ص 237
الفهرسة
الفصل الأول:...................................................................................................................... 1
شهادة التعليم المتوسط و أهميتها......................................................................................... 1
مبحث1:...................................................................................................................... 1
نبذة تاريخية عن شهادة التعليم المتوسط................................................................................... 1
مطلب1:..................................................................................................................... 2
شهادة التعليم المتوسط....................................................................................................... 2
مطلب 2:.................................................................................................................... 4
من شهادة التعليم المتوسط إلى شهادة التعليم الأساسي................................................................... 4
مبحث2:...................................................................................................................... 4
أهمية شهادة التعليم المتوسط................................................................................................ 4
الفصل الثاني:.................................................................................................................... 4
تلميذ السنة الرابعة متوسط.................................................................................................. 4
مبحث1:...................................................................................................................... 4
ملمح التلميذ في نهاية السنة الرابعة متوسط................................................................................ 4
مبحث2:...................................................................................................................... 4
الجانب النفسي للتلميذ....................................................................................................... 4
الفصل الثالث:.................................................................................................................... 4
الأوساط الفاعلة في تحضير التلميذ........................................................................................ 4
مبحث1:...................................................................................................................... 4
الفريق التربوي و الإداري.................................................................................................. 4
مطلب1:..................................................................................................................... 4
الأستاذ....................................................................................................................... 4
مطلب2:..................................................................................................................... 4
مستشار التربية و المساعدون التربويون................................................................................. 4
مطلب3:..................................................................................................................... 4
المدير......................................................................................................................... 4
مبحث2:...................................................................................................................... 4
الأسرة و المجتمع.............................................................................................................. 4
مبحث3 :..................................................................................................................... 4
مستشار التوجيه............................................................................................................ 4
مطلب 1:.................................................................................................................... 4
التوجيه....................................................................................................................... 4
مطلب 2 :................................................................................................................... 4
الإعلام...................................................................................................................... 4
مطلب 3 :................................................................................................................... 4
الإرشاد النفسي............................................................................................................. 4
التقويم........................................................................................................................ 4
الخاتمة:.............................................................................................................................. ث‌
الملاحق.............................................................................................................................. ث‌
الجريدة الرسمية.............................................................................................................. ث‌
............................................................................................................................... ث‌
المصادر و المراجع.................................................................................................................. ث‌
الفهرسة............................................................................................................................. ث‌